سورة الحج - تفسير تفسير البيضاوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الحج)


        


{ثُمَّ لْيَقْضُواْ تَفَثَهُمْ} ثم ليزيلوا وسخهم بقص الشارب والأظفار ونتف الإِبط والاستحداد عند الإِحلال. {وَلْيُوفُواْ نُذُورَهُمْ} ما ينذرون من البر في حجهم، وقيل مواجب الحج. وقرأ أبو بكر بفتح الواو وتشديد الفاء. {وَلْيَطَّوَّفُواْ} طواف الركن الذي به تمام التحلل فإنه قرينة قضاء التفث، وقيل طواف الوداع. وقرأ ابن عامر وحده بكسر اللام فيهما. {بالبيت العتيق} القديم لأنه أول بيت وضع للناس، أو المعتق من تسلط الجبابرة فكم من جبار رسا إليه ليهدمه فمنعه الله تعالى، وأما الحجاج فإنما قصد إخراج ابن الزبير منه دون التسلط عليه.


{ذلك} خبر محذوف أي الأمر ذلك وهو وأمثاله تطلق للفصل بين كلامين. {وَمَن يُعَظّمْ حرمات الله} أحكامه وسائر ما لا يحل هتكه، أو الحرم وما يتعلق بالحج من التكاليف. وقيل الكعبة والمسجد الحرام والبلد الحرام والشهر الحرام والمحرم. {فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ} فالتعظيم {خَيْرٌ لَّهُ}. {عِندَ رَبّهِ} ثواباً. {وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الأنعام إِلاَّ مَا يتلى عَلَيْكُمْ} إلا المتلو عليكم تحريمه، وهو ما حرم منها لعارض: كالميتة وما أهل به لغير الله فلا تخرجوا منها غير ما حرمه الله كالبحيرة والسائبة. {فاجتنبوا الرجس مِنَ الأوثان} اجتنبوا الرجس الذي هو الأوثان كما تجتنب الأنجاس، وهو غاية المبالغة في النهي عن تعظيمها والتنفير عن عبادتها. {واجتنبوا قَوْلَ الزور} تعميم بعد تخصيص فإن عبادة الأوثان رأس الزور، كأنه لما حث على تعظيم الحرمات أتبعه ذلك رداً لما كانت الكفرة عليه من تحريم البحائر والسوائب وتعظيم الأوثان والإِفتراء على الله تعالى بأنه حكم بذلك. وقيل شهادة الزور لما روي أنه عليه الصلاة والسلام قال: «عدلت شهادة الزور الإِشراك بالله تعالى ثلاثاً وتلا هذه الآية» و{الزور} من الزور وهو الإِنحراف كما أن الإِفك من الأفك وهو الصرف، فإن الكذب منحرف مصروف عن الواقع.


{حُنَفَاء للَّهِ} مخلصين له. {غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ} وهما حالان من الواو. {وَمَن يُشْرِكْ بالله فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السماء} لأنه سقط من أوج الإِيمان إلى حضيض الكفر. {فَتَخْطَفُهُ الطير} فإن الأهواء الرديئة توزع أفكاره، وقرأ نافع وحده {فَتَخْطَفُهُ} بفتح الخاء وتشديد الطاء. {أَوْ تَهْوِى بِهِ الريح فِى مَكَانٍ سَحِيقٍ} بعيد فإن الشيطان قد طوح به في الضلالة أو للتخيير كما قوله تعالى: {أَوْ كَصَيّبٍ مِّنَ السماء} أو للتنويع فإن المشركين من لا خلاص له أصلاً، ومنهم من يمكن خلاصه بالتوبة لكن على بعد، ويجوز أن يكون من التشبيهات المركبة فيكون المعنى: ومن يشرك بالله فقد هلكت نفسه هلاكاً يشبه أحد الهلاكين.

6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13